بين المدح والذم يا قلبي لا تحزن - (الخزي والخوف من أن تُرى على الحقيقة)
- أحيانًا، يجب على الإنسـان الاعتذار، لا عن الإسـاءة، ولا عن تقديم النقد، سواء طلبه أحد أو لم يطلبه، سواء كان من يبحث عنه مقربًا، أو مبعدًا، أو غير ذلك، أحيانًا، يجب على الإنسـان الاعتذار عن تقديم المدح لأحدنا، الذي لم يطلبه!
-
هل يمكن أن يتسبب المديح، لا الكاذب منه وإنما الصادق،
في أزمة للإنسـان؟ هل من الممكن أن يتعذب الممدوح بالمدح قدر ألمه المنبثق من
الإساءة إليه بالنقد الجارح المشخصن المشحون المتجاوز؟ نعم! ولا يمكن الإنكار على
الإنسـان في ذلك.
-
كما الذم، يحتاج المدح إلى طاقة، طاقة قبول الخير الذي
هو بالأصل كامن فيه، في لحظات كثيرة، يستسلم الإنسـان للألم، وللحزن، واليأس، جراء
ما أصابه، أو جراء ما فعلته يداه، قد يكون المدح بمثابة بوابة جديدة لعالم من
الأمل، والأمل قتال، إحياء الأمل في النفوس التي فقدتها أزمة كبيرة، ومخاطرة غير
محسوبة، وطريق غير مضمون، وعواقبه صعبة ووخيمة، إحياء الأمل أزمة، كما اليأس،
ولكـن في اليأس راحة، راحة اللانتظار، راحة الثبات والركون والاستقرار الكاذب،
إنما الأمل قوة، قوة، قد تودي بالإنسـان إلى جحيم، يتمنى معه اليأس ويطلبه ولا
يجده، فقد يكون احتمال الأذى الناتج عن المدح في بعض الأحيان مأساة كبيرة!
-
كذلك، فإن المدح يوجب على الإنسـان شيئًا، قد يكون أضاعه
الإنسـان أو سلب منه منذ وقت بعيد، قد يكون الإنسـان قد سٌلب قدرته على السعادة!
وبالتالي، لا يفرح للمديح، والأزمة هاهنا ليست في عدم الفرح، إنما الأزمة هي أزمة
اليأس والغرابة التي تخيم على الإنسـان عندما يحزن لا من المديح وإنما من عدم
قدرته على قبوله، فيصيب الإنسـان حالة من الإحباط، بأنه لا جدوى فيه، فقد صار لا
يتأثر حتى باللطيف من الكلام، وليس ذلك وحسب، فقدر من الأدب يتوجب التلطف مع
المادح! الذي بذل من وقته وجهده ليمدح، فقد لا يجد الإنسـان في نفسه قدرة على
الرد، فإما أن يصرح بهذا، ليشعر بعدها بمزيد من الذنب على تخييب المادح، وإما أن
يكتم ذلك، ويظل في قلبه شيئًا منه، وهذا يوصلنا إلى الأزمة التالية.
-
الأزمة التالية، هي شعور الإنسـان الدائم بالغرابة، فقد
يظل الكلام محشورًا في داخله، يخشى أن يقوله، وهذا يضع حاجزًا كبيرًا بين الإنسـان
وذويه، فيرى نفسه وحيدًا، غريبًا، شاذًا يفعل أشياء غريبة، يعذب نفسه مرة على ما
ليس عليه، ثم يعذب نفسه ثانية بما هو عليه على الحقيقة، وفي كل الحالات قد يكون
الاغتراب سبيله وطرقه حتى يتم كسر هذه الدائرة المغلقة.
-
في النهاية، قد يبدو لك الأمر صعبًا جدًا، والكل مجبول
ومجبور في نهاية المطاف على ما أودعه الله في قلبه، والكل أسير رحلته، حتى المعاني
التي تتحرك في ذهن الإنسـان هي في الأخير، أو جزء كبير منها، جزء من المعاني التي
لم يتدخل فيها هو، إنما هي ما اختير له أن يتعلق بها في نهاية المطاف.
-
أنت لا تتعامل مع بشر، يحيون اليوم، وليس هذا الموقف هو
الموقف الأول في حياتهم، إنما أنت تتعامل مع بشر محملين بكل ذنوب وخطايا الماضي،
القشة التي قصمت ظهر البعير لا تساوي شيئًا، لا تساوي شيئًا على الإطلاق هي في
نهاية المطاف قشة، والموقف البسيط الصغير الذي فجر الدنيا، كذلك، ليس موقفًا
منفردًا، الإنسـان كل متكامل، متماسك غير منفصل، ولا تحدث المواقف في جزر بعيدة
منفصلة، إنما هي مرتبطة تمام الارتباط، ولذلك إن رأيت أحدنا ينفخ في الزبادي فلا
تستغرب، فالأمر ليس في الزبادي ذاته، إنما هو خارج عنه.
-
هامش: إذا وافقت على محاولة المساعدة، فعليك أن تكون
مؤهلًا لذلك قدر الاستطاعة، أو تكون مؤهلًا لذلك، كما يقول درويش: قد يخمش الغرقى
يدًا، تمتد كي تحمي من الغرق، أي ربما تكون داخل إلى الأمر بنية المساعدة، فتشعر
أنك مرفوض مكروه أصلًا ومضمونًا، وفي كثير من الأحيـان لن يكون هذا صحيحًا، قد
يخمشك من تقدم يد العون إليه، وأنت تراه في أضعف حالاته، ولا يكون جرحه لك لعيب
فيك، إنما هو ما اقتضته العادة، فهو احتمال ممكن، فإن أصيبت يدك بشيء وأنت تساعد
فهذا كذلك محتمل ووارد، وعليك أن تحزن لذلك، لكن لا تظن أن ذلك في الأغلب لعيب فيك.
-
ما الذي تريده بعد هذا؟ لا شيء، إنما هو تنبيه، وتعزية،
ومواساة، للمادح والممدوح، وللمُساعِد، والمُساعَد.
-
إذا وجدت نفسك ترفض المساعدة، ترفض المدح، ترفض رؤية الخير،
فلا تبتئس ولا تحزن، كما يقول فرويد: المشاعر غير المعبر عنها لا تموت أبدًا، إنها
دفنت حية، وهي على قيد الحياة، وستظهر لاحقًا، بطريقة بشعة. . وربما تكون إن
انطبقت عليك الأشياء في هذه المرحلة البشعة، فوضح ذلك، ولا تبتئس، لا يمكن أن
يُنكر عليك ما تحسه، وتشعر به، مشاعرك ليست ملكًا لأحد، ولا حتى لك، ولا تتصرف
طبقًا لما تريده أنت، فلا تبتئس، لست غريبًا، ذلك قد يكون طبيعيًا، وعليه. . عليك
تقبله، وتركه يأخذ وقته ويمر بسلام، ولكـن على أي حال، عليك تقدير ذلك الذي حاول
انتشالك مما أنت فيه ولو بكلمة واحدة.
-
أما عن المُساعِد، فلا تبتئس كذلك، ولا تظن أنك مرفوض،
ولا تظن أن الأزمة فيك، ولا تتوقف عن المدح، أو المساعدة في المطلق، لأنك تظن أنها
غير مقبولة منك، وفي الأوقات الهادئة اسأل، إن كان ثمة شيء منك أنت، ويريدك هو أن
ترحل، وقف مع النظرات، ودقق، فربما يقول اللسان شيئًا، وتكذبه كل شيء.
-
الحياة صعبة، قاسية، ومدهشة، تعهد نفسك بالحماية، وارفق
بنفسك، وتفقد المقربين، قدر استطاعتك، وقدر سعة روحك، وتذكر أنه كلما ساعدت نفسك،
كلما استطعت البذل أكثر للجميع.
الشعور المسيطر عليّ دلوقتي حالًا حالًا هو إني مشمولة (included).. كنت الأول مش بقدر أوصف إحساسي فبقول إني مش طيبة (كفاية) وقلبي مش جميل (كفاية) عشان كدا مش قادرة أستقبل الكلام الجميل وأفعال الحب من إللي حواليا، الظاهر ليهم مش قاسي أبدا، ولكن صراحةً بلاقي جوايا غير قادر على الإتصال بكل معنى جميل برا، مش قادرة حقيقةً بجد، شعور بالخدر.. والحاجات بتعدي على الوش كدا فبحمل نفسي ذنب إني مش قادرة (شعوريا) أجاري اللطف والجمال دا، فأنا كدا داخليا مش جميلة كفاية زي ما بيقولوا، ومش حقيقية كمان لإني بأُظهر لطف في الرد! :) كلام كتير* عشان أقول شكرًا لهذا الكلام ومواساته لي. أنا ممتنة. جزاك الله كل خير يا د. أحمد.
ردحذفالله ييسرلك أمرك ويرزقك الخير ويوفقك وينور بصيرتك بالخير وللخير يـارب : ))
حذفالمقال لمس جوايا ذكرى فتره عدت عليا مكنتش بقبل المدح ولا المساعده َكانت فتره صعبه جدا مش عارفه حاسه بعد ماقرات اني كنت متوهمه اني تخطيت الموضوع ده تماما لكن لا زال في جوايا آثار من عدم الارتياح الكامل المدح
ردحذفثم ماذا بعد... ازاي أقدر اغير الحال ده ..ابقي قادر أبادل المدح ..مبقاش المُشفق عليه ديما
ردحذف