ما وراء السلوك في تربية الطفل (كيف يفعل الطفل كل الأشياء الصحيحة وتظل أنت مخطئًا ومرتكبًا جريمة؟)

-    فكرة محورية في التعامل مع أخطاء الطفل السلوكية، هي التفكير في (ما وراء السلوك)، مش في السلوك نفسه، السلوك نفسه يمكن تجاوزه بأشكال كتير، لكـن أزمة السلوك الحقيقة في النظام (الداخلي) اللي أنتج لنا السلوك ده، وعلشـان كده الاهتمام بالطفل هنا بيكون في الإطلاع على العالم الداخلي

-    هل في وسيلة أصلًا لإيقاف (السلوك المزعج) للأطفال؟ الحقيقة، إنه صعب، لكـن ممكن تقتل في الطفل كل سلوك مزعج، وتخليه شعره متسرح على جمب وبيسمع الكلام ومطيع عادي، وبتختلف شوية باختلاف جنس الطفل، وشخصيته، لكـن الحماية الزايدة في نهاية المطاف بتوفر الطفل اللي شكله حلو ده.

-    الأزمة فين؟ الأزمة في النظر إلى السلوك وحده، فيتم اعتبار توقف الطفل عن السلوك= نجاح للعملية التربوية، مع العلم إن في انفصال شديد بين الاتنين، الطفل ممكن يتوقف عن السلوك (الظاهري) ولكـن تبقى بذور الأفكار والمشاعر (الداخلية) بتتحكم فيه وفي مستقبله بعد كده.

-    علشـان كده بيتم تبرير الضرب، لإنه ممكن يوصلك للنتيجة اللي أنت محتاجها (ظاهريًا) وخصوصًا في الفترات الأولى. . وده بيخلينا نرجع للفكرة الأساسية، إنه السلوك مش هو الفيصل، وإنه الأسهل إنك تنتهج كل الأشكال غير المهذبة في التعامل مع الطفل.

-    يعني ضرب الطفل، والزعيق فيه، ولومه، وإشعاره بالذنب، وتهديده بفضح سره، ومقارنته باللي حواليه، وإجباره على فعل اللي هو مش عايز يعمله، واستخدامه كشيء مملوك لنا زي ما بنملك الموبايل والتلاجة وغيره، أسهل بكتير جدًا، وأيسر بكتير جدًا، ونتايجه سريعة جدًا ومرضية في الأول خصوصًا كتير. .

-    لكـن هنا إحنا بنقول إيه؟ بنقول بص على حاجتين مش حاجة واحدة، بص على الأثر على الفعل مباشرة، وبص على النتيجة على المدى الزمني الطويل، وشوف اللي هتعمله هيخلخل شخصية الطفل إزاي.

-    وده طبعًا كله بيخلينا نرجع نسأل،هو أنت عايز تزرع في الطفل قيم عامله إزاي، مش عايزه (يطلع) إيه، لإنه أنت ملكش إنك تعوزه، بس حابب تزرع فيه إيه؟ حابب تكبره على إيه؟ حابب إنه في المستقبل يعمل إيه. . ؟ شايف نفسك عامل إزاي ده كمان مهم! هتحميه؟ طب ولما تموت؟هتجبره علشان ضعيف؟ ولما يقوى؟

-    ملخصًا، في كل مرة الطفل هيخطئ فيها، سلوكيًا، هتبقى قدام اختيارات مختلفة، إما إنك هيبقى كل هدفك تعدل (سلوك) وخلاص، أو هتبقى عايز تبص تشوف اللي وراه، وده طبعًا متداخل مع رؤيتك أصلًا للإنسـان (أنت) وتعاملك مع (أخطائك ومشكلاتك) ورغبتك في كسر سلسلة التربية الغير محترمة.

-    ساعتها تقدر تبص لهدفك إيه من العقاب فعلًا، تنفيس عن غضبك، عدم تحمل خطأ الطفل لإنه (بتاعك) وأنت يائس من توقفك عن أخطائك، فعايزه هو يتوقف، ولا بتحاول تعلمه إنه اللي اتعمل مش أحسـن حاجة، وبتقوله أنا عايزك تتصرف بالشكل الأحسن بس، علشـانك أنت.

-    هتضربه وتزعقله؟ سهلة، هتبقى أنت في طرف وهو في طرف، وهيشوفك شرير وظالم، هيحاول ينتقم لو أمكنه الانتقام بعد كده، وهيكرر سلوكك مع نفسه ومع اللي جايين، وأثرك السَيِّئ هيدوم في العالم، هيحاول يتمرد علشان يقولك إني قوي وقادر، وهيدخل في دايلما، إما إنه شخص سَيِّئ، ومفيهوش رجا. .

-    أو إنه هيبدأ يفكر إزاي يظهرلك اللي أنت عاوزه(سلوكيًا)ويظهر من وراك إنسـان تاني، أصحابه يعرفوه، المقربين منه يعرفوه، لكـن أنت؟أنت فشلت إنك تخليه يثق فيك ويحترمك، علشـان تقفوا سوا في جانب واحد تواجهوا الحياة،وأنت كده فشلت، لإن مفيش أسلوب تربوي واحد مش أساسه العلاقة الطيبة مع الطفل.